في ذكرى إعدامه، يروي الكاتب الصحفي مشاري الذايدي نقل جثة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من مكان الإعدام، ووضعها أمام منزل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كاشفًا السبب وراء ذلك، ولافتًا إلى تزايد شعبية صدام بعد مشهد إعدامه، وعندما ساءت الأحوال في العراق تَرحم العراقيون على عهده.
وفي مقاله "جثة صدام أمام منزل المالكي" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يقول الذايدي: "في 30 ديسمبر الماضي، أي قبل أيام يسيرة، حلّت ذكرى إعدام صدام حسين في التوقيت ذاته من عام 2006، في مشهد سيبقى خالدًا في الذاكرة البشرية، أو على الأقل الذاكرة العربية.. في عيد الأضحى، وفي احتفالية طقوسية، أحاط (المنتقمون) بالرجل على منصة الإعدام، وهتفوا ضده وهو في لحظاته الأخيرة من الحياة، هتافات انتقامية، لم يردّ عليها الرجل الميت إلا بالسخرية".
اقرأ ايضاً ->
إنخفاض تاريخي في الأسواق العامة.. لن تتوقع سعر طن الذرة الصفراء اليوم لشهر ابريل 2024 .. أحلى خبر النهاردة!!ويعلق "الذايدي" قائلًا: "زادت شعبية صدام بعد مشهد إعدامه كثيرًا، وهو الأمر الذي تَوقعه الزميل الأستاذ غسان شربل في مقابلته مع الرجل الذي وَقّع أمر إعدامه "نوري المالكي"، حين قابله في مايو 2010؛ ولكن "المالكي" استهان بهذا الرأي حينها.. العجيب أن شعبية الرجل زادت لدى أجيال صغيرة، لم تعاصر حكمه ولا ذاقت وبال جرائمه؛ وما ذاك إلا بسبب الغضب ممن خلفوه على حكم العراق، من عصابات فاسدة ومليشيات عميلة لإيران، أو ربما بسبب النهاية السينمائية المذهلة لمشهد إعدامه، بطريقة تشبه إعدام الفاشيست الطليان لعمر المختار!".
اقرأ ايضاً ->
ودع الفقر خلاص هتبقا مليونير بجد.. علامة موجوده علي عملة ال50 قرش لو لقيتها هتبيعها بآلاف الجنيهات!!القاضي كان منزعجًا من طريقة تنفيذ الإعدام
ويضيف الكاتب: "حتى القاضي الذي أصدر حكم إعدامه، وهو الكردي العراقي رؤوف رشيد، كان منزعجًا من طريقة تنفيذ الإعدام وما بعد الإعدام، كما يذكّرنا غسان شربل بالمقابلة التي أجراها في أربيل مع القاضي رشيد في مايو 2007".
اقرأ ايضاً ->
ارتفاع جنوني في سعر صرف الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم في السوق السوداء والبنوك المصرية.. لن تصدق وصل السعر اليوم.!اعتراف المالكي
وحسب "الزايدي": "يقول شربل إن رشيد لم يرغب في الدخول في تفاصيل ما أزعجه، وبينها أن بعض من حضروا الإعدام اقتادوا جثة صدام وطرحوها أمام منزل رئيس الوزراء نوري المالكي؛ كأنهم أرادوا بنوع من الشماتة، أن يرى المالكي صدام قتيلًا في اللقاء الوحيد بينهما.. وهو الأمر الذي اعترف به المالكي في المقابلة المشار لها قبل قليل، حين أجاب غسان عن سؤاله: هل رأيت صدام مرة؟ فقال المالكي: أبدًا، لكنني اضطررت بعد إعدامه وبعد إلحاح من بعض الإخوة. وقفت أمام جثته نصف دقيقة، وقلت له: ماذا ينفع إعدامك؟ هل يعيد لنا الشهداء والبلد الذي دمرته؟".شجاعة صدام يوم إعدامه
اقرأ ايضاً ->
فرحة بالطبل والزغاريد ..خبر زي السكر ويسر كل الفلاحين والمزارعين لمعرفة كم السعر الحقيقي لأردب القمح في السوق!!ويعلق "الذايدي" قائلًا: "صدام رجل نذر نفسه لفكرة أيديولوجية، مثالية ساذجة؛ لكنه كان صادق الخدمة لها، حتى لو أدى ذلك لهلاكه وهلاك رفاقه، وهذا ما حصل بالفعل.. قد يقال إن صموده أمام خصومه أثناء محاكمته ويوم إعدامه، نوعٌ من الشجاعة الفطرية الجبلية، مولودة معه، نراها مع بعض رجال العصابات حتى غير السياسيين.. نقول: وليكن؛ بيد أن هذا السلوك أثار لدى فئات من الناس الإعجاب به، حتى من خصومه".
لماذا يترحم العراقيون على عهد صدام حسين؟
اقرأ ايضاً ->
320 جنية مرة واحدة..اسعار اللحمة في مصر اليوم تنخفض بجنون وتدخل الفرحة الى كل بيت..اشتري الان!!وينهي "الذايدي" قائلًا: "رغم أن صدام حسين ارتكب جريمة ومهزلة القرن بغزوه للكويت، وهي اللحظة التي خلقت حلقات من الكوارث للأمن العربي، ورغم حكمه للعراق بالحديد والنار؛ لكن مَن خَلَفوه أجبروا العراقيين -من الشيعة قبل السنة- على الترحم على العهد الصدامي، بالنظر لمهازل العهود الجعفرية والمالكية والعبادية والمهدية.. إلى آخر هذه السلسلة".