أفعال لا تخطر على قلب بشر يفعلها أفراد هذه القبيلة بنسائها جعلت كثير من الدول تعتبرها منطقة لإقامة الأبحاث عليها

أفعال لا تخطر على قلب بشر يفعلها أفراد هذه القبيلة بنسائها جعلت كثير من الدول تعتبرها منطقة لإقامة الأبحاث عليها

23 نوفمبر 2022 | 11:10 ص

وادي الأومو، تلك المنطقة الواقعة في جنوب غربي إثيوبيا، والتي صُنفت ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو سنة 1980، تتميز المنطقة بالعديد من القبائل التي لا تزال تعيش بطريقة قديمة شبه بدائية، فيما أثبتت الأبحاث العلمية أهمية المنطقة التي تعتبر مختبراً للدراسات الأثرية والجيولوجية، فضلاً عن أهميتها في دراسة التطور البشري

بينما تحيط بمنطقة نهر الأومو المناظر الطبيعية والمثيرة من كل جهاتها، إلا أن هناك وفرة أخرى من العادات والتقاليد، بالإضافة إلى طقوس الغريبة، من بينها عادات الزواج.

تعيش على اللبن وشرب الدم 

قبيلة الهامر، قبيلة تسكن جنوب غرب إثيوبيا، خاصة في المنطقة الواقعة شرق نهر الأومو، تنتشر القبيلة في عدة قرى قريبة على النهر منها "قرية تورمي" وقرية "ديميكا"، حسب إحصائيات سنة 2007، يصل عدد القبيلة إلى قرابة 47 ألف شخص، من بينهم 957 انتقلوا إلى المجال الحضاري.

تشتهر القبيلة بارتدائها بعض الزخارف الملونة من الحجارة أو الحلي، بالإضافة إلى صباغة الجلد بألوان مختلفة، فيما تتزين النساء بمجوهرات من الحديد المصقول الثقيل.

حسب "Atlas of Humanity"، غالباً ما تجمع العائلات في القبيلة مواشيها، فيما تعمد على رعيها معاً خاصة في موسم الجفاف، إذ في هذا الموسم تنتقل القبيلة للعيش في مخيمات الرعي برفقة القطعان، تتغدى القبيلة خلال موسم الجفاف على اللبن والدم من الماشية، بالإضافة إلى جمع العسل.

كباقي القبائل المحيطة بالوادي كقبيلة "المرسي" تعتبر الماشية والماعز هي قلب الحياة بالنسبة للقبيلة، إذ توفر الركيزة الأساسية للمعيشة، بالإضافة إلى أنها تعتبر من بين شروط مهر العروس، ومن الشروط الأساسية التي يجب أن يمتلكها العريس للزواج.

 مرهم خاص للحماية من الشمس 

بعيداً عن الأنوثة والتقاسيم الجسدية والمكياج وطبيعة الشخصية وروحها التي تُعد أبرز معايير الجمال عند النساء في الوقت الراهن، فإن الوضع داخل تلك القبائل مختلف بصورة كلية، فالجمال هناك يرتبط في المقام الأول بالقوة والقدرة على التحدي وتحمل الأعباء، هذا بخلاف طقوس أخرى غريبة.

بحكم الحرارة المرتفعة في المنطقة، تلجأ النساء إلى دهن أنفسهن بحجر الدم الممزوج باللبن للحماية من حروق الشمس، وهي نفس الخلطة التي تستخدمها قبيلة "الهيمبا" في ناميبيا أيضاً.

تعيش القبيلة في أكواخ مستديرة طوال السنة، باستثناء أوقات الجفاف الذي يتسبب في انتهاء العشب، ما يدفعهم إلى الانتقال إلى مراع جديدة للبقاء على قيد الحياة، كما تسبب انقراض الخنازير والظباء البرية في المنطقة إلى صعوبة العيش خلال هذا الموسم.

تقوم العائلات في القبيلة بزراعة الذرة بالقرب من القبيلة، بالإضافة إلى الفول والسمسم خلال موسم الأمطار الذي يسبق انتقالهم للمخيمات الجديدة خلال الجفاف بسبب انعدام الرعاية، تعتبر المحاصيل في القبيلة منخفضة، لهذا تحاول القبيلة زراعة ما يكفي للحصول على كمية تكفي طيلة السنة.

تشتهر القبيلة باللون الأحمر الناتج عن المرهم المستخدم، بالإضافة إلى طقوس الزواج المميزة عن باقي القبائل الإفريقية، بعد البلوغ يتعين على الفتى والفتاة حسب القوانين الاجتماعية للقبيلة الاستعداد للزواج.

لكن قبل ذلك يتعين النجاح في تنفيذ طقس هذه المرحلة العمرية التي تعتبر الانتقال من مرحلة الطفولة إلى الشباب وتحمل المسؤولية.

يتمثل هذا الطقس في أن يقوم الفتى بالقفز على 15 إلى 20 ثوراً أو جاموسة، والتي تشتهر القبيلة بتربيتها، بعد النجاح في المهمة تقوم النساء بإهدائه أعواداً رفيعة من الخيزران لكي يقوم بضرب جسد من يريد الزواج بها حتى تسيل الدماء.

المثير للدهشة في قبيلة الهامر أن الفتيات يرغبن في الزواج في سن مبكرة، كما يتحملن آلام السياط، فهذا الطقس يمر في أجواء غريبة إذ تقوم الفتيات بالرقص خلال مرحلة الضرب، كما تحملن المزامير والأبواق للتشجيع على تحمل الألم وإثبات جدارتهن واستعدادهن لمسؤولية الزواج.

أما بالنسبة للنساء في القبيلة، فيُسمح لهن بالزواج من أي شاب داخل القبيلة شرط نجاحها في الأخرى في الاختبار وتحمل آلام الضرب، إذ يمكن رؤية آثار الجروح الناتجة على هذا التقليد على ظهور النساء رغم مرور السنين.

حسب حسن كاو، المحاضر في جامعة أديس أبابا، تعتبر هذه الطقوس مهمة جداً لهذه القبيلة، إذ تعود إلى آلاف السنين، إذ تحافظ على النسل والروح الخاصة بقبيلة الهامر، بإمكان الرجل في القبيلة أن يتزوج 3 نساء.

تحدد مرتبة الزوجات في القبيلة وفقاً للمجوهرات، فالزوجة الأولى ترتدي عقداً مكوناً من حلق حديدي ينتهي بشوكة كبيرة، أما الثانية والثالثة فترتدي كل منهما حلقاً حديدياً أبسط من الأولى.

مقالات متعلقة عرض الكل