رسالة طويلة وشديدة اللهجة من سلاف فواخرجي لشيرين عبد الوهاب لن تصدق مابها

رسالة طويلة وشديدة اللهجة من سلاف فواخرجي لشيرين عبد الوهاب لن تصدق مابها

17 نوفمبر 2022 | 12:40 م

وجهت الفنانة سلاف فواخرجي رسالة للفنانة شيرين عبدالوهاب، بعد أزمتها الأخيرة التي أثارت الجدل وتدهور وضعها الصحي ودخولها في غيبوبة.

ونشرت سلاف صورة للفنانة شيرين، عبر حسابها الرسمي بموقع "إنستجرام"، وعلقت عليها قائلة: "عندما قدمت شخصية أسمهان أكتر ما لفت نظري، وما حاولت التأكيد عليه في فهمي وأدائي للشخصية هو كيف أجسد شخصية هذه الإنسانة أسمهان الفنانة الكبيرة المشهورة صاحبة الصوت السماوي والطلة الأميرية لا يمكن لأحد أن ينتقص من فنها وإبداعها وخصوصيتها وانجازها وتاريخها رغم قصر عمرها، لكل فنان محبين وغير محبين وهذا أمر مشروع وحق لكن الحب أو عدمه لا يخولنا أن ننسف تاريخ أو ننقص من موهبة".وأضافت: "فظهرت الفنانة العظيمة بكل ما استطعنا من تقدير وحب لفنها، ولكن كانت الصعوبة كيف سنقدم أسمهان أو آمال الإنسانة هل سيسمحون لنا ؟ وكيف سنتحدى المعتاد والمتعارف عليه أن المشهور لابد أن يكون ملاكاً منزهاً خالياً من العيوب ليس بشراً كباق البشر وكأنه لوحة مرسومة بأجمل الألوان ولكن ببعدين فقط".

وتابعت: "فالبعد الثالث من المحرمات، وللأسف هكذا قدمت بعض الأعمال الفنية لبعض الشخصيات المشهورة بل وحتى العديد من الشخصيات التاريخية وكان هذا تغييب للحقيقة ووصاية على شخصيات عرفناها وأحببناها ومحاولة فرضها كما نريد نحن وكما يجب أن تكون للعيان وليست كما هي، وكأن لنا الحق في تجريدها من انسانيتها فقط لشعورنا أننا جميعا خلفاء لله على الأرض أو قضاة يحق لنا الحكم أو أوصياء على الأخلاق أو أولياء للأمور".

وأكملت سلاف فواخرجي: "لم نعتد أن نقبل الآخر كما هو، لأننا في الأصل لم نفهم ذواتنا ولم نفهم أخطاءنا وتناقضاتنا، ونحاول أن نخفيها ونجمّلها، لأننا نخاف مجتمعنا وناسنا وحكمهم الأقسى من حكم السماء، ولا نخشى من الخالق بقدر ما نخشى من خلقه، ولم نتعلم أن الحب هو أن تحب الآخر كما هو وليس كما تريد أنت وأن الحب الحقيقي لا يكون لجزء بل لكل، أحببت أسمهان وقبل أن أحبها فهمتها وبررت لها وصدقتها وربما لذلك يقال إنني نجحت، فلست وصياً عليها ولا على غيرها ولا يحق لي إن كنت لا أدخن ولا أشرب الكحول مثلا أن أقيمها أنها ترتكب الأخطاء والمعاصي، لكل إنسان ظرف وفكر وروح وبصمة مختلفة".وتابعت متحدثة عن أدائها لشخصية أسمهان: "فكرت بعقلها وشعرت بروحها، أحببت وأحببنا في المسلسل أن نغير المألوف ونقدم الإنسان الضعيف في كل منا والإنسان يعني التجربة يعني الصواب والخطأ يعني الجهل والعلم يعني الفشل والنجاح يعني الإخفاق والصعود كل شيء ونقيضه هو جميل لأنه كذلك ولو أراد الخالق كان خلقنا جميعا ملائكة ولكنه لم يفعل".

وأردفت: "اعتذرت فيما سبق عن عدة أعمال سير ذاتية لشخصيات فنية او ادبية او سياسية لأنهم يريدون تقديمها مجمّلة مطهّرة معقمة مزيفة بلا روح ولم أر فناً في ذلك حقيقة".

وأضافت سلاف: "فمثلا في مرة من المرات اختلفت مع أحد الورثة على مشهد كتب لقصة حياة إحدى الأديبات التي بدأت حياتها كممثلة وعندما اشتهرت وأصبحت اسما متنورا في عالم الفكر والصحافة، أراد ابنها أن يتزوج بممثلة، فرفضت رفضا قاطعا أن يتزوج ابنها بممثلة، نعم هو من وجهة نظر الكثيرين خطأ غير مقبول، وغير مفهوم لكنه مقبول عند صاحبته، أو على الأقل هي حقيقة وقعت قد تكون ندمت عليها فيما بعد والله أعلم، وكان رأيي أن هذا التناقض يصنع انسانا، ولكنهم لا يريدون ذلك فابتعدت بصمت كعادتي".وقالت: "في الفيلم الفرنسي الذي قدم عن سيرة المغنية العظيمة ايديث بياف التي أعشق وعشقتها أكثر عندما عرفت قصتها المؤلمة والتي أجزم إن قدم هذا العمل في بلادنا أننا لم نر فيه إلا السوء والعهر ونسينا ظروفها القاسية أو ربما عدم اتزانها وهذا مرض وابتلاء وليس خيار، ونسينا حتى فنها العظيم، الفنان إنسان وقد يعلو فنه بازدياد انسانيته، وكلما رقت مشاعره زادت تعاسته بالضرورة، أنه يمرض يتألم يخاف يقلق يتعب يكبر يبكي، ويخفي مايخفي خوفاً نعم خوفا، فليس لمخلوق أن يعلم حقيقة مخلوق آخر، أوليس هو الله الذي يعلم ما في الصدور؟ أم أن الناس كلها أصبحت تعمل عمل الله؟ وإن ظنوا أنهم كذلك ياليتهم كانوا مثل الله في رحمته على عباده، كلنا خطاؤون والخطأ جزء منا، جزء من الحياة وطبيعتها يكملنا ويزيدنا نضجا ومعرفة وقلبا وإن كان مكسورا إلا أنه أكثر وسعا ورحمة، ومن أحبّنا أحبّنا كما نحن بحسناتنا وعيوبنا وغفر لنا".

واستكملت "كل ما يمكننا قوله إننا نحب شيرين كما هي، نحب صوتها وفنها وصدقها وعذوبتها وضحكتها، ونحبها بأخطائها بعقلها وجنونها وبحبها وضعفها وسوء اختيارها ربما نحبها لأننا جميعا مثلها، وربما نحن من جعلها يكذب ويخفي ما بها، لأننا نصبنا أنفسنا أوصياء على الأخلاق والفضيلة على الأرض ونسينا أن علينا ما علينا، لا تغركم صفحات التواصل ولا أزياء ولا ضحكات، فما في القلب لا يعلمه إلا الرب، شيرين الحبيبة ننتظرك لأننا نحبك، ونقف مع عائلتك وكلنا عائلتك، لم نلتق إلا مرة واحدة ولكن العناق كان طويلا".

مقالات متعلقة عرض الكل