سقطت ورقة التوت.. كيف انتهى الشغف الصيني بالنفط الأمريكي؟! هذه هي الأسباب العميقة والمفاجئة والتي خفيت عن الصحافة

سقطت ورقة التوت.. كيف انتهى الشغف الصيني بالنفط الأمريكي؟! هذه هي الأسباب العميقة والمفاجئة والتي خفيت عن الصحافة

12 نوفمبر 2022 | 12:10 م

تلقت أسعار النفط الخام دعما نسبيا بعد أن أصدر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي بيانات لشهر أكتوبر تظهر أن التضخم في الولايات المتحدة الشهر الماضي كان أقل من المتوقع، ولكن تبقى تقلبات الأسعار مستمرة بفعل مخاوف الركود وتخفيض توقعات نمو الطلب بعد تشديد الصين مجددا لسياسات "صفر كوفيد".

ودعمت بيانات التضخم الأقل من المتوقع الثقة بالأسواق، بما في ذلك سوق النفط، التي كان لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسباب للتركيز على الارتفاعات الشديدة في أسعار الفائدة في الأشهر الأخيرة، وقد يؤدي تباطؤ وتيرة زيادات أسعار الفائدة إلى تنشيط النمو الاقتصادي ونمو الطلب على النفط.

وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن التكهنات حول قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة أدت إلى ترويض التضخم، وبالتالي ارتفاع أسعار النفط في نهاية الأسبوع الماضي، بينما انخفض الدولار الأمريكي بعد بيانات التضخم، ما أدى إلى زيادة أسعار النفط التي عادة ما يكون لها ارتباط عكسي بالدولار.

وفي هذا الإطار، أكد مفيد ماندرا، نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة أن ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية جدد حالة المخاوف والشكوك في تعافي الطلب بوتيرة سريعة، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه الصين لاحتواء ارتفاع حالات كوفيد وتتمسك بالإغلاق والسياسات الصارمة لإنهاء الإصابات على الرغم من الفاتورة الاقتصادية الباهظة، خاصة ما يتعلق بالطلب العالمي على النفط الخام.


وأوضح أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت بمقدار 3.93 مليون برميل لتصل إلى أعلى مستوى منذ يوليو 2021- وفقا لبيانات حكومية- بينما تتمسك الصين وهو المحرك الرئيس للطلب العالمي بسياسة "صفر كوفيد" وذلك بعدما سجلت الحالات في بكين أعلى مستوياتها منذ أكثر من خمسة أشهر.

من جانبه، قال أندرو موريس، مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، إن توقعات صعود أسعار النفط الخام ما زالت هي الأقرب إلى السوق منذ أن اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها على خفض الإمدادات بنحو مليوني برميل يوميا بدءا من الشهر الجاري.

وأكد أن شغف الصين بالنفط الأمريكي قد انتهى تماما مع تحول البلاد إلى روسيا بشكل كبير، موضحا أن النفط الروسي يباع بسعر مخفض بسبب العقوبات، ما جعله أكثر جاذبية للمشترين، بينما النفط الأمريكي ما زال باهظ الثمن، حيث تم تداول نفط ألاسكا بأكبر علاوة على الخام القياسي الأمريكي منذ 2014 خلال هذا العام.


من ناحيته، ذكر أندريه جروس مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية، أن الإنتاج الروسي تأثر نسبيا بالعقوبات الغربية خاصة مع اقتراب موعد الحظر الأوروبي على الشحنات المنقولة بحرا في 5 ديسمبر المقبل، وعلى المنتجات النفطية في فبراير من العام الجديد، ولكن خسائر الإنتاج الروسي جاءت محدودة، مقارنة بالتوقعات والتقديرات السابقة، خاصة أن كبار الدول المستهلكة وعلى رأسها الهند عززت مشترياتها من البراميل الروسية بعدما تم خصم أسعارها بشكل كبير بعد حرب أوكرانيا.

وأشار إلى أن المشترين في الهند قاموا بإجراء تغييرات في خريطة موردي النفط الذين يتعاملون معهم، حيث حل النفط الروسي محل الخام المستورد من أجزاء أخرى من العالم مثل كندا، كما تتجه أوروبا في المقابل إلى الاعتماد على منتجي الشرق الأوسط كبديل على الإمدادات الروسية.

بدورها، قالت ويني أكيللو، المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية، إن حالة الخوف من عجز الطاقة في فصل الشتاء دفع أوروبا إلى عمليات شراء نهمة لتغطية احتياجاتها بما يكفي من النفط والغاز لتجاوز مواسم التدفئة، ولكن بعض التقارير الدولية تتحدث عن أن هذا الموقف الأوروبي سيزيد الأعباء على دول العالم الفقيرة، التي تم استبعادها من سوق النفط والغاز مؤقتا بسبب الطلب الأوروبي الشره

وأوضحت أن سباق التزود بالطاقة بالتأكيد في مصلحة الدول الغنية، وقد تمتد العواقب المحتملة إلى إغلاق المصانع ونقص الطاقة بشكل متكرر وأطول أمدا وتأجيج الاضطرابات الاجتماعية في عديد من الدول النامية، مشيرة إلى تأكيد بنك "كريدي سويس" أن المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة في أوروبا تؤدي إلى فقر الطاقة في العالم الناشئ حيث إن أوروبا تمتص الغاز من الدول الأخرى مهما كان الثمن، مبينة أن دول مثل باكستان تعاني تداعيات الدولار القوي ومن المنافسة المتزايدة مع أوروبا، ما يجعل من شبه المستحيل تأمين الطاقة في البلاد.

وفيما يخص الأسعار، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 68 سنتا، أو 0.7 في المائة، إلى 91.97 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.07 دولار، أو 1.3 في المائة، إلى 84.76 دولار للبرميل.

وقال كريج إيرلام من شركة أواندا للسمسرة "بينما ركزت الأقاويل في الأسابيع الأخيرة على احتمالية تخفيف قيود كوفيد في الصين.. زادت في الواقع حالات الإصابة وأعيد فرض القيود وإجراء فحوص جماعية".

وتعرضت السوق لضغوط الأربعاء نتيجة ارتفاع كبير في مخزونات الخام الأمريكية.

من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 93.22 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 95.99 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة، التى تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني انخفاض عقب ارتفاعات سابقة وأن السلة خسرت نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 94.74 دولار للبرميل

مقالات متعلقة عرض الكل